kharabish

الأحد، 25 يونيو 2017

أعطي ومن ثم خذ!

أعطي ومن ثم خذ!

عندما كانت أبنتي الكبيره في الجامعه طلبت مني أن أذهب معها الى مبنى بلدية مدينة ألن التي نسكن بها لحضور احدى أجتماعات المجلس وذلك لخدمة بحث تقوم به لأحدى المواد. بالرغم من السنين الطويله التي عشناها في هذه المدينه فقد كان ذلك أول مره أحضر وأشارك في أحدى جلسات مجلس المدينه حيث كان هناك نقاش لتحويل ترخيص قطعة أرض من أراضي زراعيه الى أراضي سكنيه وقد كان عدد الحضور من سكان المدينه لابأس به وقد كان عدد كبير منهم معترض على تغيير الترخيص وكل منهم يعرب عن رأيه وأسباب أعتراضه مما أثار الفضول بنفسي لممارسة الديمقراطيه والأفصاح عن رأيي بأهمية أن تظل المدينه محتفظه بطابعها الزراعي الأخضر وأن لاتصبح فيما بعد مثل أي مدينة أخرى تعج بالناس والسيارات.

تذكرت الموقف السابق وأنا أقف مع مجموعة من الأصدقاء بساحة المسجد الخارجيه في أحدى فترات الراحه بعد صلاة القيام حيث تبدء الأحاديث بالسلام والاستفسار عن الحال والأحوال وبركات رمضان لتبدء بعد ذلك الشكاوي والأراء والأقتراحات مع الأنتقادات في مواضيع تخص الجاليه بمساجدها ومدارسها والقائمين عليها, فأحدهم يتأفف من كثرة طلبات جمع التبرعات بين الصلوات حتى أن مجموعة من المصلين أنفصلوا عن الجماعه وأستأجروا مكانا قريبا ليصلو به بحجة التركيز والخشوع والبعد عن حملات جمع التبرعات لجمعيات وجهات مختلفه من كل حدب وصوب. يفتح الموضوع شهية مشارك أخر فتح شراعه على مصراعيه متهجما ومشككا بنية ومكاسب من يقومون على جمع التبرعات مستشهدا بقصص سمعها عن حالات ضاعت بها ألاف الدولارات لاأحد يعلم مصيرها وعن مشاريع كثيره لم تحدث أو لم تكتمل بالرغم من الملايين التي تم التبرع بها. وتتغير دفة الحديث الى أنتقاد بعض الشيوخ بتصرفاتهم وأقوالهم وبعض أدارات المساجد بقراراتها وأدارتها في حل النزاعات والمشاكل, وكل موضوع يفتح يختم بكثير من علامات الشك والتخوين وفي بعض الأحيان يستعرض المتحدث فتوته بكيفية الدواء الناجع أذا كان هو على رأس الهرم, بينما أخر يفضل أن يكون بعيدا عن المشاكل يؤدي عباداته ويذهب الى بيته لا له ولا عليه.

مع أننا نعيش بالدولة الأولى في العالم لكننا للأسف مازلنا نتصرف بسلوكيات شعوب العالم الثالث وعندما أراجع الموضوع مع نفسي أجد أن الحل يتلخص بالتالي:
أولا-العضوية في مراكز الجاليه: ستصدم عندما ترى الألوف من المصلين في تراويح رمضان وتكتشف أن كشوف أعضاء أي من مساجد الجاليه لايتجاوز المئات وفي بعض الأحيان أقل من ذلك, كونك عضو مسجل في أي مركز يعطيك الكثير من الحقوق ابتداء من أنتخاب مجلس الأداره وانتهاء بحقك في أبداء رأيك ومناقشة قرارت المجلس والموافقه أو الأعتراض عليها. أكيد أنك تعلم كونك لست عضوا في مركز ما فأنت في هذا المركز ضيف عليه ولاتملك حقوق الأعضاء فلا تعطيها لنفسك حينما تشاء.

ثانيا: التحقق من الشائعات والقيل والقال: كثير من النقاشات التي تدور تعتمد على معلومات خاطئه أو مصادر غير موثوق بها وأغلبها يعتمد على الظن وعلى الكثير من الملح والبهار ليكون الخبر مستساغا والتي يضيفها القائل كيفما يشاء. وكما هو متعارف عليه أن من يحلف على صدق مايقول أعلم أن هناك شك بما يقول.

ثالثا: تواصل مع صاحب الشأن: أذا كنت واثقا مما تقول وتحققت مما علمت به ولك وجهة نظر أو رأي تواصل مع أصحاب القرار في مركزك أستخدم الهاتف أو أكتب ماتريد عن طريق ال إيميل او البريد أو خذ موعدا للحديث وجها لوجه. هذا أفضل الف مره بأن تبث ماتعلم بين الناس وتثير الشكوك والقلاقل.

رابعا: تواصو بالحق وتواصو بالصبر: عندما تحضر أي من هذه النقاشات وصي وأنصح من يطرح الأمر بالأمور الثلاثه السابقه وشكره على غيرته وسعيه للخير وتطوع أن استطعت بالمساعده بأي من الخطوات السابقه

خامسا: هذا الميدان يا حميدان: معظم من يعمل في مراكز الجاليه من المتطوعين يقدمون مايستطيعون مشكورين ومأجورين أن شاء الله, بالتأكيد كثير منهم يملك من الحماس ونخوة عمل الخير أكثب مما يملك من الخبره والدرايه والمعرفه لذا فهناك الكثير من الأخطاء والهفوات تحدث وليس من الأنصاف أن يقوم من لايقدم شيئا من وراء دخان سيجارته بالنقد والتجريح لمن يتطوع بعمل الخير, ومن العدل من عنده مقترح أو رأي أن يقوم بنفسه وينزل لميدان العمل ويقدم ما يصدح به ليل نهار وليكون عمله خير شاهد على قوله .

رياض غوشه
6/12/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق