عندما تعود
الضوضاء الى السكون
ويحس الضوء
بأرتخاء الجفون
وينتشر الجسد من
عناء السنون
ويسافر البصر
بعيدا بما يكون
وتتسع حدقة السمع لنغم حنون
تأتيني بهدوء على
أطرافها تسير
ردائها من خيوط
الرمل اصفر منير
وشعرها الندي
كالبحر بلاهدير
نسيم الفجر عطرها
يملؤ الصدر عبير
ولسواد عينيها
الذهبي بريق القلب له أسير
تحتضن لي بكفيها
تلال صور
تبذرها بخيالي
لتنمو ذكرى وعبر
فتتفتح أزهارها
بحكايات ماكان ومر
أريجها العتيق
يحملني للطرف الثاني من البر
والوانها تعصر
قلبي ليتساقط منه الحنين قطر
وتلمح رقيق دمعة
في بياض العين كأمواج بحر
وأحرف كلمة ترطب
الشفاه بمذاق مرر
وتسمع صوت خفقة
ممزرجة بشهقة المطر
ويتأجج صدري
ويثور كطوفان النهر
وأهرب بتعابيري
مختفيا خلف الصور
وبلهفة العتاب
تسألني هل من خبر
هل من لقاء قريب
تعب من أحلام النظر
فكل الزوايا
والرمال والقلوب لك منتظر
فاحذر وطأة
السنين فطولها يرهق مداد الصبر
فلكل شيئ أوان
وبعد الأوان لا تجدي العبر
وتصمت بانتظار رد
ونظري بعينيها لايرتد
بعمق سوادهما
عيون أعرفها أصطفت كالسد
لكبيرها معي ذكرى
والصغيره تركت عشرتها للغد
كلها تردد نفس
السؤال متى سينتهي المد
أما آن أن تضع له
حد
وتكمم كلماتي
بأصابعها فصوتي لايحمل جديد
فقد سئمت نفسها
أعذاري ولا تريد المزيد
فالفراق بلغ من
السنين عشرين فلا تزيد
والشوق اليك له
حرقة وصديد
وتصرخ بألم لا
مزيد لا وعيد لا تعيد
وتتركني وحيدا
بين جدران ياليت
يحيطني حطام
ذكريات من أنعكاسات صور ملئت البيت
وأمواج حسرة
بالشوق عاتيه وبآهات ماعانيت
وأركض مسرعا لاهثا
لاجئا الى رب البيت
متضرعا ومترجيا
سائلا برحمتك يارب كل بيت
فيسري بعروقي نهر
نور يضيئ بلا زيت
وتتسارع نبضاتي
على إيقاع أمل وؤويا ما توخيت
ويلفني من جديد
رداء فرح ويقين بكل مارضيت
وألتفت بنظري باحثا
عنها لخبر لقاءها سعيت
تسبقني قدماي
ويداي بلأفق ملوحه أنا أتيت أنا أتيت
وصوتي لها صاعدا
مبشرا مناديا وواعدا
ياكويت ياكويت
سأرجع الى البيت
سأرجع يوما
ماحييت