kharabish

الثلاثاء، 6 يونيو 2017

البعد السابع للحقيقه!

البعد السابع للحقيقه!

في العلاقات الزوجيه:

أخذ يشكو ونبرات صوته وملامح وجهه تحمل علامات التعجب والأسى مع قليل من الغضب ونفاذ الصبر قائلا: كل يوم تشكو من شغل البيت وانها تعبانه وظهرها راح ينكسر وأقدامها تؤلمها وأكواعها تضرب عليها وأنا قد ملأت البيت بكل الأجهزه الكهربائيه والألكترونيه وأحدث ماخترعته التكنولوجيا لتصبح كل أعمال البيت اسهل واسرع وأخف واحضرت لها كل الفيتامينات والمقويات وكذلك خادمة لها وجلسات مساج اسبوعيه والأسطوانه هي هي, لقد يأست وفقدت أعصابي ولاأعرف ماذا أعمل أكثر من ذلك ...

قلت له, الموضوع ليس ماترى وتسمع, الموضوع أن المدام تريد منك أكثر حنيه وأهتمام وتعاطف معها هذا من جهة ومن جهة أخرى أنت تقدم لها في كل مره قصة جديده تتفاخر بها أمام صديقاتها لتريهم كم أنت تحبها وتحب راحتها وتعمل المستحيل من أجلها, لذا فعليك زيادة الجانب الأول من الحنية والأهتمام والمحبه ليصبح هو العلاج والقصه بنفس الوقت.

في مهارة التجاره:

يحكى أن قصة نجاح أحدى شركات الأحذيه الرياضيه بدأت بدعوة مندوب أحدى شركات الأعلان المعروفه للتعاقد معه على حملتها الأعلانيه, أخذ المندوب ينتظر لفترة ليست بالقصيره حتى يسمح له بدخول غرفة مدير شركة الأحذيه, كانت القاعه التي ينتظر بها فيها أربعة مكاتب على كل مكتب سيدة تتوالى عليهم الاتصالات الهاتفيه التي تدور معظمها حول طلبيات شراء للأحذية الرياضيه وهناك مندوب يأتي كل قليل لأخذ طلبات الشراء الى قسم المبيعات.

دخل مندوب شركة الأعلان الى لقاء المدير وخرج مسرورا وفي شنطته عقد لحملة أعلانيه كبيرة لهذه الشركه الناجحه ذات المبيعات العاليه وقد قدم تسهيلات مؤجله للدفع كنوع من الترغيب حتى يوافق مدير شركة الأحذيه على العقد.

لقد كان راس مال شركة الأحذيه الرياضيه صغير صرف معظمه في التطوير والأنتاج ولم يبقى منه مايكفي لأي حملة أعلانيه وبهذه الحيلة التمثيليه أستطاعو أن يرفعوا نسبة حماس ورغبة وطمع مندوب شركة الأعلانات للفوز بعقد الأعلان. كانت هذه الحمله الأعلانيه السبب في ترويج هذه الأحذيه وشهرتها وقد دفعت قيمة الأعلان لاحقا من المبيعات الحقيقيه.

في مستنقعات السياسه:

من كان وراء الأنقلاب على خليفة رسول الله عثمان بن عفان ركزو في حملتهم على تضخيم هفوات وأخطاء الخليفه وتصغير وتقزيم أنجازاته وماقدمه للدوله, أرسلو خطبائهم الى القبائل البعيده والجديده على الأسلام لتعبئتهم ضد الخليفه وخطفو أو قتلو رسل الخليفه الى الولاة والأمصار وزورو الرسائل وقلبو الحقائق لتزيد الضغائن والغضب وبثو الاشاعات والأخبار لأحداث أبتدعوها مما زاد الغبار فعميت العيون عن الحقيقه وشحنت العواطف فوقع السيف على الخليفه الخجول الطيب, لتفتح بعده فتنه مازال صداها حتى اليوم.

أذا كنت ترغب بمعرفة ورؤية مكائد السياسه والخيانه وكيف أن الخبره والفراسه والحدس المرهف والحذر والألتزام بالعدل أدوات تنقذ صاحبها من أنعكاسات الأحداث بالمرايا ليرى من خلالها لب الحقيقه, عليك برؤية مسلسل السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.

في ظلام الفتن:

في يومنا هذا ماتراه وتسمعه نسبة الحقيقه به ضئيله فوسائل التواصل أصبحت بيد أي كان أن يصنع الخبر بها وأي مبتدء أو هاوي يخرج محتوياتها صوتا وصوره وليسر وصولها الى أيدي الجميع في كل الأوقات والأماكن أستخدمتها كل الجهات لتوجيه الرأي العام ولسرعتها وتعديها لكل الحدود الجغرافيه استخدمتها الدول بالحروب الأعلاميه وأختلط الحابل بالنابل وأصبح من الصعب معرفة الحقيقه.

في فتنة سيدنا علي بن أبي طالب والصحابي معاويه بن أبي سفيان ومن بعد الوصول لأتفاق بتنحيهم من خلال الحكمين ذهب أولاد الصحابي والقائد الأسلامي سعد بن أبي وقاص وطلبو من أباهم أن يتقدم لقيادة الأمه فرفض رفضا شديدا أن يكون طرفا بهذه الفتنه والتزم بيته كما وصى رسولنا الكريم عندما تستعر الفتن.

ففي ظلمة الفتن أذا أستطعت فأنك سترى طرفا من الحقيقه ولن تعرفها كلها فجذوة الفتنه ستحرق كل من يقترب منها ليصبح جزء من نارها فأعمل جهدك أن تبتعد عن كل مايتصل بها ووئد كل مايصلك منها او عنها.

رياض غوشه
6/5/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق