مائدة الأفطار
من الأمور التي تظل محفوره بالذاكره من صيام
الطفوله الساعات الأخيره قبل الأفطار, عندما تدب الحياة في المطبخ وتبدء بسماع صوت
السكين وهي تقطع الخضاروصوت أساور والدتك ترقص بمعصميها وهي تلاكم العجين وتبدء
باصات من روائح الطعام بالوقوف على محطة أنفك أبتداء من البصل والبقدونس ومرورا
بشوربة العدس أو الفريكه وبقدحة ملوخيه أو شواء لحم ولا شعوريا تأخذك قدماك الى
المطبخ لترى عيناك ماسمعته أذناك وتلوى عليه أنفك, وأن لم تذهب بنفسك مع أقتراب
موعد مدفع الأفطار الوالده ستناديك لتعطيك صحنا مما على قائمة أفطار اليوم لتأخذه
الى جارتكم أم فلان, وما أن ترجع الى المنزل سيبدء جرس شقتك بالرن وأصدقائك أولاد
الجيران كل سيأتيكم بصحن مما أعدته جاراتكم لتزدان مائدتكم بمذاقاة أخرى من بلاد
عربية أخرى مابين حادق وحارق وحلو.
أنه أطعام الصائم ومابه من ثواب وجزاء فالكل
يحاول أن يحصل على دعاء من صائم أفطر على مائدته ولذلك تكثر العزائم في رمضان
وخصوصا في العشرين يوما الأولى, أستطيع أن أقول أن الأمر في ذلك الوقت كان أسهل
نوعا ما عما هو عليه اليوم وببساطة السبب أن والدتي ووالدتك كانتا متفرغتين لأعمال
المنزل وتبييض وجه الوالد في كل مره يعزم بها الأهل والأصدقاء بالأضافه ألى
الجارات والصديقات اللاتي يقدمن يدي العون والمساعده بحفر الكوسا ولف ورق العنب
وحشي الباذنجان. مع عمل الزوجه اليوم أصبحت العزومه محصوره بالأجازات ونهاية
الأسبوع والموضوع فيه الكثير من التعب والتجهيز والأفراط في أنواع والوان الطعام
على المائده حتى أصبح الموضوع عبئا على الزوجه.
في السنين الأخيره أصبح هناك حلين تلجئ اليهم
معظم الأسر في عزائم رمضان الأول الأستعانه بكثير من النساء الاتي يقمن بالطهي
مقابل عائد مادي ويأتيك الأكل طازجا ساخنا حتى باب بيتك. أم الحل الثاني فهو المطاعم
والحمد لله كلهم يعملون بوفيه رمضاني للأفطار فأصبح من الطبيعي أن تأتيك دعوه
للأفطار في المطعم الفلاني أنت ومجموعه من الأسر الأخرى حيث أن القريب او الصديق
صاحب الدعوه يعزم كل دائرة علاقاته مرة واحده بخبطه واحده.
أخر التطورات وأعتقد أنه أفضلها أن تقوم
بالتعاقد مع أحدى المطاعم أنت لوحدك أو مع شركاء أخرين يتقاسمون معك الجزاء من
أطعام الصائم في التكفل بمأدبة الفطور في جامع الحي الذي تعيش فيه وتعزم لهذه
الوليمه من تحب من الأقارب والأصدقاء وبذلك تصيب عصفورين بحجر واحد.
وكل عام وانتم بخير
رياض غوشه
6/11/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق