kharabish

السبت، 3 يونيو 2017

الوقع والصدى!

الوقع والصدى!

المشهد الأول:
يقف الأمام بعد صلاة العشاء مستعدا لتكبيرة صلاة التراويح وتبدء صفوف المصلين بلأنتظام وتقدمت أقدام المصلين من الصفوف الخلفيه لتملئ الفراغ في الصفوف الأماميه ويكتمل الصف من يساري بمصلي لاحظت زاوية عيني اليسرى ثوبه الأبيض المتلئلئ بياضا ومع نزول الايدي بتكبيرة الأحرام الا وهبت معها رائحة أمتلئ بها صدري أنتعاشا رحيقا عكس في نفسي عبير النظافه والأشراق ونسيم الصباح, لقد أدخل جاري في قلبي مشاعر الراحه والسرور,  بدون تفكير دعوة له لأهتمامه بمظهره عند قدومه لبيت الله ولحرصه ان يكون حضوره يصب السعادة بعين وأذن وصدر كل من يكون حوله, هل هو يعلم بالأثر الطيب الذي تركه في نفوس من حوله.

المشهد الثاني:
تشتكي زوجتي من صوت يصدر من كوابح السياره, فأضع السياره في كراج أحد أخواننا من الجاليه المسلمه وأطلب منه أن يفحصها ويغيرها أن كانت تحتاج ذلك وأذهب الى عملي. بعد ساعتين يتصل صاحبنا بأن السياره جاهزه ولاتحتاج لكوابح جديده وان الكوابح الحاليه بها من الصلاحيه مايتعدى 50 بالمئه ولم تحتاج أكثر من تنظيف. وعندما ذهبت لأدفع له قيمة وقته من فحص واختبار لها يرفض أن يأخذ أي فلس لسبب واحد بأنه لم يفعل شيء يستدعي الدفع عليه. أمانه وأخلاص وقفت أمامها مندهشا فلو وقع عميل جاهل بالسيارات مثلي مع ميكانيكي أخر لكان الحال غير الحال. سأظل دائما أذكر ماحدث لي مع صاحب الكراج المخلص امام كل الناس وأشجعهم أن يكون محله هو مقصدهم لأي شيء يخص سياراتهم.

ألمشهد الثالث:
لقد كان عيد زواجهما العشرين فدعاها للعشاء في مطعم رومنسي هادئ على أطراف المدينه وخلال العشاء المشوي والملون بألوان الخضار والفاكهه قدم لها هدية قيمة صغيره أدخلت السرور لقلبها وأخذا طوال الوقت يتسامران ويضحكان وهما يسترجعان حكايات ومواقف مرت عليهم خلال العقديين الماضيين. وعندما أنتهيا وطلب فاتورة الحساب قال له الجرسون أن الحساب مدفوع من الشخص الذي كان يجلس على الطاولة الثالثه على اليمين وقد وصى أن أعطيك هذه الوريقه. لقد كان مكتوب بها: " سررت بمراقبة سعادتكما فأدخلتم السعادة لقلبي, شكرا لكما".

المشهد الرابع:
يحدث مع كثير منا من قبل جاره الأمريكي مهما كان لون عرقه أبيض, أسود, أسمر أو أصفر تخرج من باب بيتك فترى أن جارك قد نظف الشارع أمام بيته وكذلك المنطقه أمام بيتك أو أنه قص الحشيش من الحديقه الأماميه لمنزلك بنفس الوقت الذي قص بها حشيش منزله, وعندما تتوجه له بالشكر والعرفان يقول لك لاداعي للشكر فهذا شيء صغير لايستدعي الشكر والثناء لكن في الحقيق فأنه يوقع أثر كبير في صدرك متوج بالأحترام والتقدير والمحبه.

المشهد الخامس:
كيف أن هناك سلوكيات صغيره يمكن أن نقوم بها لاتستدعي سو الأنتباه والأهتمام للذين حولك يكون هدفك فيها أدخال السعاده وتقديم المساعده لهم فتنعكس منها موجات من الرضى والموده والمحبه. فكيف أذا كانت هذه سلوكيات أفعالنا كل يوم!

رياض غوشه
6/1/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق