kharabish

الخميس، 31 أغسطس 2017

الهدف الأول والأخير

الهدف الأول والأخير

تخرج من دفئ منزلك لتلقي بنفسك في حضن مايحيط أسوارك, تضع فنجان قهوتك على ظهر الطاولة وتلقي بجسدك على كرسيك المفضل ومشاعر الراحه والاستمتاع بمشروبك الساخن تزيد من حماس تلك اللحظه. بهدوء تغير رقبتك زاوية رؤيتك متتبعة منبع الضوء الذي تغزله أشعة الشمس مضيئة سماء هذا الصباح ويرتفع نظرك لتراقب سفن الغيم وهي تبحر ببحر السماء الساكن بهدوء وترى جمال انعكاس الألوان البرتقاليه والزرقاء على أشرعتها البيضاء. تمر على وجنتيك نسمة صباح بارده تزودك بشحنة نشاط وأنتعاش فتنزل رأسك لترى أوراق الشجر ترقص مع النسيم الرقيق وهي تعزف سيمفونيه فرح وحبور وتلتفت مرة أخرى الى بخار قهوتك وهو يناديك الى رشفة منها تتلمس سخونتها بمبسك وتستمع بنكهتها بفمك وتحس بدفئها مع وصولها لمعدتك. يصل الى أذنيك غزل عصفورين بنغماتهما ذات الرنين ذو الوقع الجشي في قلبك ويصل الى أنفك رائحة الأرض المخلوطه برائحة الهواء التي تنقلك الى ذكريات لحظات جميلة كثيره عشتها كان هذا العبير عنوانها.

يسترسل نظرك بعيدا بالألوان الخضراء والزرقاء من حولك وتعيش حواسك متعة اللحظه ليبدء عقلك بالتدبر بما تراه وتسمعه وتستنشقه وتتذوقه لتصل الى سؤال للتفكير والتعجب: ياترى كل هذا الجمال خلقه الله لنا على هذه الأرض, والأرض لاتسوى عنده جناح بعوضه, فياترى مايخبئه من عجائت قدرته وروعة أبداعه لأحبته بالجنه؟ نحن يابني الأنسان نتصارع ونقتتل ونفني وقتنا من أجل متع فانيه تعتبر الأدني فما بالك بما هو الأعلى الباقي للأبد. ووتوقف هنا ليتدخل قلبك ويتناغم مع عقلك ورغبات نفسك ليلهج لسانك قائلا:

يارب  أهدني الطريق المستقيم
يارب نور بصيرتي بنور هدايتك
يارب زدني علما من كتابك وسنة رسولك
يارب قدرني على قيادة رغباتي وغرائزي في سبل حلالك
يارب أحطني بالصحبة الصالحه اللذين يوصون بالحق والصبر
يارب أعوذ بك من النفس الأمارة بالسوء
يارب أشغلني بكل مايرضيك عني
يارب أجعل محبتك هي كل همي
يارب سخرني فيما يبلغ رسالتك  
يارب يسر لي كل مايدخلني أبواب جنتك
يارب أكرمني بصبحبة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم
يارب شرفني برؤية وجهك الكريم

وكل عيد أضحى وأنتم بخير
رياض غوشه
8/31/2017



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق