السلام عليكم
العودة للوطن ٦
في الثلاثين عاما الماضية عرفت مذاق البعد عن الوطن الذي كان به مسقط رأسك ، الأرض التي تعلمت بمدارسها ولعبت في أحيائها، كل الأماكن التي مررت عليها وتشهد جدرانها ورملها حديثنا ، احلامنا، مرحنا وصوت ضحكنا. مع ألوان شروقها وغروبها ترى صور نشأتك ونموك إلى شاب جامعي فصاحب وظيفة ومن ثم مسؤول عن أسرة وأطفال وكل ماتحمله اكواع هذا الطريق من أحداث وآمال محفورة بحذافيرها في ذاكرتك.
في سنين البعد والغربة ظل حلم العودة إلى مسقط رأسي يأتيني في نومي وعندما استيقظ أكاد أحلف بأنني كنت أعيش حقيقة حتى وصلت أنني في الحلم نفسه أذكر نفسي بأن ما أعيشه هو حلم ومن ثم أؤكد لنفسي بأنه حقيقة ومن ثم اصحو منه ليرتطم على صخرة الغربة ، انقطع هذا الحلم مع وفاة والدي وكان هذا الحلم كان إشارة التواصل وشوق رؤيا اللقاء ما بيني وبين والدي.
الآن بعد الرجوع الى وطن الأصل والأجداد هل سيولد لدينا الحنين إلى وطن الغربة الذي استودعت به الأبناء والأحفاد والأحباب والأصدقاء والكثير من ذكريات الشباب والرجولة.
لكنه طريق الإنسان المرسوم له بكل صعوده وهبوطه واتساعه وضيقه وما تتركه خلفك من قصص وحكايات تسطرها على أطراف الطريق .
الحمدلله على نعمه وفضله وعلى كل ماقسمه وقدره لنا وندعو الله أن نكون من الفائزين في اختبار الحياة
رياض غوشة
29 أكتوبر 2020.