السلام عليكم
العودة للوطن ٥
أشياء صغيرة في كيانك زرعت في سنين طفولتك تصبح كبيرة عندما تبعد عن الوطن وترجع إلى حجمها الطبيعي عندما تعود إليه.
في بحر سنين الغربه كنت وزوجتي نتوقف عندما يخالط أنفاسنا عبير الياسمين ونبدأ بالبحث عن مصدرها وقد أحيت بأنفسنا ياسمين الوطن الذي يملأ طرقاته ونردد معها أغاني فيروز ونتذكر ايام قضيناها في بلاد الشام.
عندما ننتقل بسيارتنا في شوارع الغربة يخيل الينا اننا نسمع ايقاع شرقي فتقترب من السيارات التي حولنا لنتأكد مما نسمع ونسعد كثيرا إذا النغم يتوافق مع ما تختزنه من زمن الصبا وينقلنا اللحن إلى إحداث جميله مرت علينا نستذكرها مع مزيج من مشاعر السرور والشوق.
هناك في قرار نفسك بوصلة خفية تتحرك وتؤشر لك مع بعدك عن الوطن إلى كل شيء يذكرك به ومن ضمن ذلك ملامح الناس وأصواتهم وحركاتهم، فعندما يزيد رنين البوصلة مؤشرة على شخص ما تقترب منه وتتجمع لديك الجرأة لاستكشاف صدق الحدث وتلقي السلام فتحدث تلك الالتفاتة من مغترب آخر اكتوى من نار الغربة ويبدء صنبور الحديث بالتدفق ويزداد دفعه إذا كان توافق معك بمكان الولادة أو مقاعد الدراسة اوحتى لو مر أو عاش فترة في مرابع صباك وقد يكون ذلك لقاء عابر ينتهي مع انتهاء اللقاء أو يكون بداية لتقارب وصداقة ذكريات الوطن هي نقاط الترابط والمودة.
والحمدلله على فضله ورحمته بنا
رياض غوشة
28 أكتوبر 2020.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق