kharabish

السبت، 21 أغسطس 2021

العودة للوطن 4

السلام عليكم

العودة للوطن 4 


يتردد على سمعي بأن البلاد لا يوجد بها فرص عمل والفرص كلها متاحة في أمريكا أشعر بمسؤولية أن أعرض الصورة الحقيقية للفرص في أمريكا من خلال قصص عايشتها بنفسي


اتصل بي  وقد أعطاه احدهم هاتفي بأنني الشخص الذي يستطيع أن يساعده في مجال الدعاية والإعلان، لقد حصل على الكرت الاخضر منذ ٣ سنوات وقد كان يملك محل في الوطن للوحات الاعلانيه اغلفه وجاء إلى بلاد الفرص يعمل الان في امريكا كعامل في شركة توزيع إطارات يفرغ الإطارات الجديدة من الشاحنات ويرتبها بالمخازن ولحد الآن لم يستطع أن يعمل في المهنة التي يعرفها، بعد السؤال والجواب عرفت أنه غير متمكن من اللغة الانجليزية ولا يعرف كيف يبحث ويقدم وينخرط في شركات تعمل في مجال خبرته، نصحته بما هداني به الله 


هو مهندس و يعتز كثيرا باللقب جاء من الوطن مع عائلته مبلغ جيد من المال استطاع به أن يستثمر في محل بيتزا بإحدى ضواحي دالاس حيث أن أمريكا تعطيه الإقامة القابلة للتجديد مقابل استثماره، يعمل الان ساعات طويلة على مدى سبعة أيام يعجن ويخبز يوصل البيتزا ويحاول من خلال دراسته وخبرته بالهندسة أن يطور من مبيعات البيتزا ليغطي مصاريف العمل والضرائب


الثالث التقية مع زوجته في مطعم اشتروا ٥١ بالمائة من ملكيته حتى يستطيعوا الحصول على الإقامة مقابل العمل، والده يملك مصانع في الخليج وانتقل ليعيش في وطنه وهاجر منه لأن بيته سرق مرتين هو الآن مع زوجته وأولاده أصبح المطعم هو كل الحياة وشقتهم هي فقط للنوم وأخذ قسط من الراحة . التحديات لإدارة العمل تتوالى عليهم الواحدة بعد الأخرى قلة الخبرة والتفكير بأسلوب الشرق الأوسط والتركيز على جذب عملاء من مغتربين الوطن يؤدي إلى من يحاول التخبط بالوحل للخروج منه ومصاريف المطعم تأكل من رأس المال الذي أحضروه معهم.


ماهدفت أن أوصله مما سبق هو سرد بعض من الحالات التي لا يسمع بها الناس في الوطن عما يحدث في امريكا وما يرددونه هي قصص ال ١٠ بالمائه للذين نجحوا في شق طريقهم يتحدثون كثيرا عن القمة وانجازاتهم ويهمسون وباختصار عن القاع وما قاسوه حتى استطاعوا التسلق لأعلى.


الواحد منا في الوطن لن يعمل في غسل الصحون وصف السيارات وتوصيل البيتزا ولن يقبل الساعات الطويلة من العمل وعلى مدى أيام الأسبوع  وسيظل على المقاهي ينتظر الوظيفة التي تتناسب مع الحياة التي يتمنى أن يعيشها. 


الخطاط وصانع للوحات الاعلانيه لو استثمر قليلا من وقته وماله ليتعلم في التقنية الحديثة في مجال عمله لنجح في وطنه واستطاع أن ينمو به


المهندس لو استثمر مدخراته في محل بيتزا بوطنه كمصدر دخل وواصل اقتناص الفرص العمل في مجال عمله وتخصصه يستطيع أن يحقق ما يريد وهو بين أهله 


والرجل الذي يمتلك ألان نصيبا في مطعم بأمريكا لو استثمر في وطنه ورضي على نفسه أن يعمل هو وزوجته أمام الفرن ويقدم الطعام للزبائن وقرأ أكثر عن الجريمة والسرقات في أمريكا لكانت حياته أفضل في وطنه.


والله اعلم والحمد لله


رياض غوشة 

26 أكتوبر 2020

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق