بطل الحكاية "الفيلم"
لم أكن بعد أتجاوز أصابع اليد الواحده عمرا
وقد كانت أذناي تطرب لحديث والدتي وهي تشرح لمن حولها كيف لاحظت موهبة أبنها
بالرسم وكيف شجعته ومدى اعجابها بما يرسم ثم تبدء بسرد تفاصيل أخر مارسمت بالأمس
أو الاسبوع الماضي ومن خلال نسيجها لعقد مشاعرها وردود افعالها وملاحظاتها يزداد
لدى مستمعيها الشوق لرؤية رسوماتي, ويزداد الحماس لدي والأستعداد منتظرا من أمي
كلمة "روح يا أمي وجيب رسماتك" فتنطلق قدماي الى دفتري وأوراقي وأرجع
مسرعا مقدما اياهم لضيوف والدتي وأنا اتحرق شوقا لرؤية ردود افعالهم وسماع أطرائهم
وملاحظاتهم. هذه الأحاسيس والمشاعر حتى يومنا هذا تتأجج لدي مع كل عمل فني جديد
وتكون على حافة قمتها مع أول نظره لعميلي وأول كلمه يقولها حيث تولد نهاية الحكاية
لكل عمل فني اقوم به ويصبح في جعبتي قصة جديده أرويها.
في يوم كل منا الكثير من الروايات والحكايات
التي تحكى لنا او نرويها ونكون نحن او من نعرف بطل لها تدور حول افعاله وردودها
وتصرفاته محور الحكايه, ومع كل رواية تختلف المشاعر والتعابير والتعليقات وتتشعب
الأحدايث بذكر الوقائع والقصص المشابهه التي تعزز وتبرر او تؤكد رؤية الراوي او
فكرة المستمع.
أنها أيام الحياة التي نعيشها كل مايتبقى
منها حكايات بعد ان نمرمن نفق مشاعرها وعواطفها المتشابكه بكل نبضات الحب
والكراهيه والحقد والأخوه والحنان والخوف, حكايات مليئه بالخبرات السابقه تكون انت
بها البطل الفاعل او المفعول به وربما تكون انت المبتدء اوالخبربتلك الروايه.
فمع خيوط صباح كل يوم تبدء كتابة سطور حكاية
فيلم جديد في مجلد أعمارنا فلا ترضى لنفسك ان تكون مجرد ممثل صغير على هامش
الروايه لايتذكره أحد ولا ان تتسرع أو تقبل بدور محمود المليجي فتطبع بمخيلة
المشاهد والمستمع بالأنسان الشرير المؤذي والطاغيه الظالم. لماذا لاتكون انت البطل
المحبوب المنقذ المساعد المرهف الذي يحب من حوله ويعمل من أجل أسعادهم, الذي يسعى
للعدل والحق وهمه رسم البسمه على وجوه الناس لماذا لاتكون فريد شوقي أو سوبرمان.
كل يوم صفحة في كتاب قصتك وانت مخير بأن تكون
البطل او غيره, فجعل قصتك مملؤه بأحداث كل جميل ورائع ليذكرها الناس على مر
العصور. لاتعيد أدوارك الفاشله وركز على قصتك اليوم ولاتقلق على دورك غدا, فقد
يكون اليوم أخر صفحه في مجلد حياتك, فجعل منه أروع حكاياتك.
رياض غوشه
5/26/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق