kharabish

السبت، 26 مايو 2012

خرابيش 12 - كتاب الوجه

خرابيش 12
كتاب الوجه:"فيسبوك"
بصمتك على جدار الفضاء الألكتروني

كانت البدايه بصفحة "زنقه" قبل مايقارب أثنى عشر عاما حيث بمجرد كونك عضو بها يكون لك صفحه تحرر بها مذكراتك اليوميه التي يستطيع أصدقائك ممن تدعوهم لها أن يطلعوا عليها ويشاركوك بتعليقاتهم وقد أنتشرت هذه الصفحه الألكترونيه وبالذات بين المراهقين الصغار (11-15 عاما) وخصوصا البنات أكثر منها من الأولاد. ثم جائت صفحة مساحتي أو مكاني "ماي سبيس" لتحل بسرعه مكان صفحة زنقه وذلك لما تتميز به من أضافة الصور والملفات الصوتيه للأغاني وكان المراهقون من الفئه الثانيه "14-19" هم أكثر أعضائها ونظرا لأنفتاح الصفحه وعدم خصوصيتها ولسهولة التعارف والتواصل بها مابين الغرباء وبناء صداقات جديده لاقت هذه الصفحه الكثير من العداء والخوف من أولياء الأمور والمربيين مما تفتحه من أفاق تمثل في بعض الأحيان خطرا على الشباب الصغير المنطلق المحب للأكتشاف بدون أكتراث للحذر أو الخوف. ومع نجاح الصفحه المتصاعد بدئت فئات عمريه جديده تنضم اليها وخصوصا من الفنانين والمطربين حيث كانت حقلا غنيا بالمعجبين والمعجبات بفنهم وموسيقاهم. أستمر ذلك حتى ظهرت في السنين القليله الماضيه صفحة كتاب الوجه "فيس بوك".

في أكتوبر من عام الفين وسبعه وصلتني رساله ألكترونيه من صديق عزيز علي لزيارة صفحته عىل كتاب الوجه, وقد لبيت دعوته وكما حصل مع الكثير منكم كان علي أن أسجل معلوماتي وافتح صفحة لي ليسمحلي أن أدخل لصفحة صديقي والتي كان بها ولادة صفحتي على كتاب الوجه. أكتشفت فيما بعد أن الدعوه الألكترونيه كانت من قبل أبنة صديقي التي عملت صفحه لوالدها ودعتني لها. وككثير من صفحات فضائيه أخرى ننضم لها فقط لزياره واحده ومن ثم نهجرها لعدم حاجتنا لها أو عدم أقتناعنا بها كانت كذلك صفحتي على كتاب الوجه مهجوره لسنين أذهب اليها فقط للموافقه على طلبات الصداقه التي تصلني من بعض الأصدقاء و أفراد العائله وخصوصا الجيل الجديد منهم.

لفترة طويله كان أنطباعي الأول عن كتاب الوجه أنه وسيله لنشر الصور حتى يطلع عليها الأهل والأصدقاء وكل بدوره يعلق عليها "ماشاء الله, شو حلو, الله يخليك أياهم, ياريت كنا معكم ..." بالطبع وبناء على هذه التعليقات أصبح أعضاء كتاب الوجه يستغلون كل فرصه للتصوير ونشر الصور وعيش تلك اللحظات اللمتعه بأنتظار ماسيقوله الأصدقاء والأهل ومن ثم الأنتعاش بتلك التعليقات الظريفه التي تفرح القلوب وتطفئ بعض من نار الشوق وتزيد التواصل والمحبه.

لكن كما لكل شيئ أيجابيات فكذلك فأن له سلبيات فالسكين تستطيع أن تقطع بها البصله وكذلك أن تجرح أصبعك وتبكي في الحالتين. كون نشر الصور العائليه في الفضاء المشاع للجميع كان أمرا لايعجبني فببساطه كان أمرا مثيرا للغضب والسخط أذا حدث في القرن الماضي أن رأيت شخصا لاتعرفه يمسك ألبوم صور لزوجتك أو أولادك ويستطيع بسهوله أن يأخذ أي من صورهم ويفعل بها مايشاء ويعطيها لمن يشاء, والمضحك أن أجهزة المخابرات في سنين ماضيه كانت تنفق أموالا طائله على كاميرات ومخبرين للحصول على صور شخصيه لكل من له ملف عندها, واليوم ملفك موجود على شبكة التواصل من أنت وأين كنت ومع من كنت والى أخر تلك الأسئله السخيفه التي عرفتها الشعوب المقهوره. فكل كلمه تكتبها وكل صوره تنشرها يطلع عليها الكثير ممن تعرف أو لاتعرف دون علمك بذلك بعضهم جاء للأستكشاف والبعض الأخر لمجرد الفضول ومرات لأسباب ونوازع نفسيه كثيره يطول ذكرها وشرحها, لكن بالنهايه أنت بمشيئتك الخاصه فتحت هذا الباب على نفسك.

لقد أنتبهت دوائر البحث والتطوير في صفحة كتاب الوجه الى أهمية هذا الموضوع وخصوصا عندما بدأت الأصوات تعلو بأهمية الخصوصيه وحمايتها فأصبح لديك الأن كعضو في كتاب الوجه أن تحدد طبيعة نشر كل صوره أو تعليق بأن يكون خصوصي لك فقط أو لدائرة أصدقائك أو لأي أحد أخر. هذا الأمر شجع موجات أخرى من البشر من على جميع أطراف الأرض للأنضمام الى صفحة الوجه والأستفاده مما تقدمه هذه الصفحه التي يكمن سرها بأنك باللحظه التي تضغط على مفتاح النشر يصل ماتنشره الى كل العالم وكل أحبتك وأصدقائك, سهولة التواصل اللحظي قصرت المسافات بين ساكني زوايا المعموره وزادت أواصر التعارف والموده بينهم. رجال الأعمال وشركات الأعلان والعلاقات العامه أستثمروا هذه الميزه و أنتقلوا من مرحلة استهداف شرائح المستهلكين بالأعلانات على صفحاتهم الى عمل ونشر صفحات خاصه للمنتجات والشركات حيث تستقطب هذه الصفحات عدد كبير من المعجبين وكذلك الكارهين لهذه البضائع والماركات التجاريه, وأصبحت صفحاتهم ساحات للنقاش والنقد والمدح. وكوسيلة تواصل ذات مساحة كبيره من المشاركين والمطلعين دخل كتاب الوجه عالم السياسه وأرادات الشعوب وكلنا شاهد على دور هذه الصفحه في براعم وسهول الربيع العربي وربيع العالم فيما بعد ذلك.

في السنين الأخيره وتماشيا مع دوري في مجال التسويق والأعلام اصبح لزاما علي أن أعرف أكثر عن صفحات التواصل الأجتماعي لدورها الهام في تقديم نتائج افضل لصفحات الأنترنت على محركات البحث, ونظرا للحظات السعيده التي تقضيها زوجتي على صفحات كتاب الوجه وهي تتواصل مع كل صديقاتها وأهلها اللذين لم ترى بعضهم لسنوات طويله وخصوصا على صفحه خاصه بعائلتها من أولاد وبنات العم حيث يقوم كل منهم بنشر الصور القديمه الأبيض والأسود فتزداد التعليقات وتذكر تلك الأيام الماضيه, اصبحت مع الوقت أقضي بعض من وقتي اليومي على كتاب الوجه وأخذت ألاحظ أمور أيجابيه كثيره من هذه الأداة الأعلاميه بدأت تنتشر بين أعضائها وزواها وهي تختلف من مجموعة لأخرى حسب اللغه والعرق والدين والموقع الجغرافي , والملاحظ مابين أعضاء كتاب الوجه من الشرق الأوسط هو اتجاهم الى أستخدام هذه الصفحه كوسيله لنشر الأخلاق الحميده والحكم والنصائح والقصص الهادفه وبالتالي أصبح هناك توجه لقراءة كتب الدين والثقافه والتاريخ لنسخ بعض مما فيها من خلاصات الحكمه والطرائف وكل مايفيد وانتقل ذلك الى الأشعار والثقافه العامه لقد أفرحني ذلك كثيرا وقلت هانحن ودون أن نشعر نرجع الى الأصول والثوابت للنهل منها من جديد وهاهو الجيل الجديد يعود الى كل ماتغنى به الأباء حيث يستخدم تكنلوجيا التواصل لنشر الأخلاق الحميده والتغني بكل ماهو نافع. ومن ناحيه أخرى لاحظت أن هناك مجال واسع للأبتكار الفني أصبح ينمو وبشكل سريع وبطريقه ابداعيه بأستخدام الكلمه والصوره والحركه حيث أصبحت ترى أعضاء صفحة كتاب الوجه وهم يتشاركون في نشر الجغرفيك الفني لمواضيع شتى دينيه وثقافيه وسياسيه وترفيهيه وقد كان أخرها التعاضد والوقوف مع اضراب السجناء في فلسطين وماصاحب ذلك من أستبدال صورة العضو برسم كارتوني للسجين المضرب عن الطعام. وهذه هي البدايه لمساحه كبيره من التصميم والأبداع الفني ماأخذنا منه عباره عن نقطه من بحر كبير.

وفي النهايه وبما أنك قد وصلت معي لقراءة هذه السطور يسعدني أن أشكرك فقد نجحت بأستخدام كتاب الوجه كوسيله لتعريف مدونتي لك ولغيرك.

المخربش
رياض غوشه
27 مايو 2012



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق