kharabish

الأربعاء، 23 مايو 2012

خرابيش 11- بعد الأمتحان

خرابيش 11
بعد الأمتحان
هو أخر يوم وأخر أمتحان والماده فيزياء لقد أيقذني والدي في الرابعه صباحا ككل الأيام السابقه فساعات الصباح الأولى خير الأوقات لتعمل الجوله الأخيره على كتاب الفيزياء وتتسابق عيناي متنقلة من صفحة الى أخرى تأكل بنهم كل سطر وضعت تحته خطا في الأيام الخاليه وترسله في أشارة ممهورة بختم مهم وهام جدا الى عقلي ليتذكرها ويتأكد من أنها محفوظه بطيات ذاكرتي ومع كاسة شاي ساخنه ودعوات والدتي الدافئه أستطيع أن أغلق دفتي الكتاب وقد أمتلئت بشعور من الطمأنينه مع أن دقات قلبي تحمل مع صداها القلق الذي سيلازمني طوال اليوم.

في الفصل أخذ مكاني على درجي الذي يبعد مسافة متساويه من كل من أقراني بالفصل اللذين تحيط مقاعدهم بي, وبينما يمر المدرس موزعا أوراق الأمتحان باطحا أياها على بطونها ومع التحذير من أن يقوم أي منا بقلب الورقه قبل أن يأذن لنا, يأخذ كل منا بتبادل النظرات مع أصدقاءه أولاد فصله اللذين قضى معهم عام دراسي آخر, نظرات فيها الكثير من الكلام بعضها قلق وبعضها غير مكترث والبعض الأخر متيقن من نفسه.

ويقف المدرس مع مدرس أخر مساعد له في مراقبتنا وكل العيون تنظر في أتجاهه والهدوء التام يعم المكان بأنتظار أشارة البدء التي تنتطلق من شفتيه لنفتح صفحات الأسئله. القلم باليد اليمنى واليد اليسرى تقلب الصفحات وعيوني تقفز من سؤال الى أخر وكلما ترى سؤال أعرف أجابته ينزل مؤشر دقات قلبي وعندما أحس بأن نسبة الأسئله السهله بالنسبه لي تزداد يزداد معها هدوئي وأحس بالأتزان يرجع الى نفسي وأبدء في سباق مع الزمن لأخط أجاباتي وأحدد أختياراتي.

الدقائق الأخيره قبل أن ترفع الأقلام لأقوم بجولتي الأخيره بمراجعة كل أجاباتي فهذه الفرصة النهائيه للتأكد من أنني قد قدمت أفضل ماعندي وتأكدت من كل أجاباتي وأوكل أمري لله وأسلم ورقتي للأمتحان الأخير لهذا العام الدراسي .

ويتحلق الطلاب بعد الخروج من الأختبار كل يحاول أن يعرف أذا كان الأخرين يتفقون معه في أجاباته ويسأل عن الأسئله التي كان متشككا من أجاباته عليها يفرح عندما يعلم بأن ماكتبه كان صحيحا ويصاب بالخيبه عندما يعلم أنه قد فشل بأختيار أجابته. وينادي أحدهم بأن ننطلق فقد كان هذا أخر أختبار وأخر يوم في المدرسة وبداية أول يوم في العطله الصيفيه.

وننتطلق الى بيوتنا ونحن نحس بخفة بعد أن تجردنا من كل الضغوط والقلق من الدراسة والحفظ وكل مايملؤ ذهننا أيام الصيف الطويله القادمه بما تحمله لنا من لعب وسباحه ونوم, ونطوي الطريق الى البيت ركضا من الفرح والحبور.

واليوم مع أشراقة شمس كل صباح نفتح صفحة جديده في عمر أمتحان الحياه فمن سؤال حول نفسك وصحتك ونشاطك الى سؤال حول زوجتك وقلقها وعواطفها ومن ثم سؤال أخر عن أولادك ومتطلباتهم  ومسؤلياتك وتصل الى عملك وماعليك أن تنجزه بيومك وكيفيه تعاملك مع زملائك ورؤسائك ومرؤوسيك وزبائنك وتدخل في أختبارات كثيره للثقه والكذب والأمانه والأخلاص والصدق بالمواعيد وسرعة الأنجاز والمنافسه والتفوق والفشل, وتزداد أسئلة الأختبار صعوبه لتمتحن أيمانك وعقيدتك وأسلوب تفكيرك وردود أفعالك, يساعدك في ذلك شفافية قلبك وصوت ضميرك ورجاحة عقلك.

وساعة ذهابك للنوم هي بعد أجابتك للسؤال الاخير لهذا اليوم لتأخذ راحة لجسدك وعقلك وقلبك ليبدء يوم جديد وصفحة أسئلة جديده في عمر أمتحان الحياه.

وقد أوصى الحكماء بأن دليلك على حسن أدائك في أجاباتك هو اللحظه التي تضع بها رأسك على وسادتك وأنت خالي الذهن ومرتاح القلب وهادئ السريره بأنك فعلت كل ماتستطيع بما يرضي الله ولم تظلم أحد, أو تأذي أحد حتى لو بكلمه أونظره وكان رزقك ومأكلك وملبسك حلالا.

ويجتمع الأصدقاء بصفوف صلاة الصبح ليطمئن كل منهم أن صديقه قد أفلح بأجاباته وأنه مستعد لاسئلة أختبار اليوم الجديد. يختلف أمتحان الحياه بأن لاأحد يعلم متى سيرفع قلمه وستسلم ورقته ليبدء بعدها عطلته الطويله قبل أن يعرف نتيجة نجاحه أو رسوبه.

المخربش
رياض غوشه
23 مايو 2012
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق